منتديات حسينية سيد الشهداء قلعة صالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الزهراء عليها السلام وبيت الاحزان

اذهب الى الأسفل

الزهراء عليها السلام وبيت الاحزان Empty الزهراء عليها السلام وبيت الاحزان

مُساهمة  سيد ماجد ال بوحيه الجمعة 05 يونيو 2009, 11:57

قالت خديجة رضوان الله عليها: وكنت قد ألفت الوحدة، فكان إذا جنتني الليل غطيت رأسي وأسجفت (11) ستري وغلقت بابي وصليت وردي (12) وأطفات مصباحي وآويت إلى فراشي، فلما كانت في تلك الليلة لم أكن بالنائمة ولا بالمنتبهة إذ جاء النبي صلى الله عليه وآله فقرع الباب، فناديت: من هذا الذي يقرع حلقة لا يقرعها إلا محمد صلى الله عليه وآله ؟ - قالت خديجة: - فنادى النبي صلى الله عليه وآله بعذوبة كلامه وحلاوة منطقه إفتحي يا خديجة فإني محمد صلى الله عليه وآله. قالت خديجة: فقمت فرحة مستبشرة بالنبي صلى الله عليه وآله، وفتحت الباب ودخل النبي صلى الله عليه وآله المنزل، وكان صلى الله عليه وآله إذا دخل المنزل دعا بالإناء، فتطهر للصلوة ثم يقوم، فيصلي ركعتين يوجز فيها ثم يأوي إلى فراشه. فلما كان في تلك الليلة، لم يدع بالإناء ولم يتأهب بالصلوة، غير أنه أخذ بعضدي وأقعدني على فراشه، وداعبني، ومازحني، وكان بيني وبينه ما يكون بين المرأة وبعلها: فلا والذي سمك السماء وأنبع الماء، ما تباعد عني النبي صلى الله عليه وآله حتى حسست بثقل فاطمة عليها السلام في بطني. أقول: إعتزال النبي صلى الله عليه وآله عن خديجة رضي الله عنها أربعين يوما كان للتأهب لتحية رب العالمين وتحفته، والمراد بها فاطمة صلوات الله عليها. كما أشير إلى ذلك في زيارتها و " صل " على البتول الطاهرة، إلى قوله: فاطمة بنت رسولك، وبضعة لحمه وصميم قلبه وفلذة كبده والتحية منك له والتحفة ". وفي هذا الإعتزال دليل على جلالة فاطمة سيدة النسوان بما لا يطيق

--------------------------------------------------------------------------------



--------------------------------------------------------------------------------


بتحرير بيانه البنان، ولعل تخصيص الرطب والعنب، لكثرة بركتهما وما يتولد منهما من المنافع، فإنه ليس في الأشجار ما يبلغ نفعها نفعهما مع أنهما خلقتا من فضلة طينة آدم عليه السلام، ولا يبعد أن يكون في ذلك إشارة إلى كثرة نفع هذه النسلة الطاهرة المباركة، وكثرة ذريتها، وبركاتها، كما قد نؤمي إليها إنشاء الله تعالى في محلها. وأما قول جبرئيل للنبي صلى الله عليه وآله: " الصلوة محرمة عليك في وقتك، فالظاهر: إنها الصلوة النافلة دون الفريضة، فإنه كان يقدمها على الإفطار والله أعلم بحقيقة الأحوال. روى الشيخ الصدوق رضي الله عنه في الأمالي بسنده عن المفضل بن عمر - قال: - قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: كيف كان ولادة فاطمة عليها السلام فقال: نعم، إن خديجة رضي الله عنها لما تزوج بها رسول الله صلى الله عليه وآله هجرتها نسوان مكة، فلم يدخلن عليها ولا يسلمن عليها ولا يتركن إمرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك، وكان جزعها، وغمها حذرا عليه صلى الله عليه وآله فلما حملت بفاطمة سلام الله عليها كانت فاطمة عليها السلام تحدثها من بطنها، وتصبرها، وكانت تكتم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله. فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله يوما. فسمع خديجة تحدث فاطمة عليها السلام. فقال لها: يا خديجة لمن تحدثين ؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويونسني، قال: يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني إنها أنثى. وإنها النسلة الطاهرة الميمونة وإن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها الائمة، ويجعلهم خلفاء في أرضه بعد إنقضاه وحيه. فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء. فأرسلن إليها أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقير لا مال له، فلسنا

--------------------------------------------------------------------------------


نجئ ولانلي من أمرك شيئا. فاغتمت خديجة عليها السلام لذلك، إذ دخل عليها أربع نسوة سمر (14). طوال، كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن، لما رأتهن، فقالت إحديهن: لا تحزني يا خديجة، فإنا رسل ربك إليك ونحن أخواتك، أن سارة وهذه آسية بنت، مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران، بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء، فجلست واحدة عن يمينها وأخرى عن يسارها، والثالثة بين يديها، والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة. فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة، ولم يبق في شرق الأرض وغربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة، و إبريق من الجنة وفي الإبريق ماء من الكوثر، فتناولتها المرئة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر، وأخرجت خرقتين بيضاوتين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر، فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية، ثم استنطقتها، فنطقت فاطمة بالشهادتين وقالت: " أشهد أن لا اله الا الله. وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء، وأن بعلي سيد الأوصياء، وولدي سادة الأسباط ". ثم سلمت عليهن، وسمت كل واحدة منهن بإسمها، وأقبلن يضحكن إليها، وتباشرت الحور العين، وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها السلام، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة، مطهرة، زكية، ميمونة، بورك فيها، وفي نسلها. فناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها، فكانت فاطمة عليها السلام تنمي كما ينمي الصبي في الشهر وتنمي في الشهر كما ينمي الصبي في السنة (14).

--------------------------------------------------------------------------------

(13) سمر سمرة: كان لونه بين السواد والبياض: سمر اقرب الموارد. (14) امالي الصدوق ص 76 بحار ج 43 ص 2 ج 1. (*)
سيد ماجد ال بوحيه
سيد ماجد ال بوحيه
مشرف

عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 05/06/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى